بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ظل الحزب الإتحادي الديمقراطي الأصل منذ بداية معارضته للنظام التي بدأها بشعار الإقتلاع من الجذور يقدم التنازلات الواحدة تلو الأخرى بلا مقابل يعود بمصلحة للوطن والمواطن ولا ضرورات وطنية ترجى غير مبال بأصوات جماهيره الرافضة للحيلولة دون ارتماء حزبهم في احضان المؤتمر الوطني مما جعل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل محل سخرية كل الكتاب والإعلاميين والمحللين السياسيين , جعل قيادة هذا الحزب المروضة تحت قبضة المؤتمر الوطني بمثابة المتآمر على ارادة وتطلعات الجماهير من اجل مصلحة النظام وبقائه على سدة الحكم وللمزيد من ازلال وتركيع الشعب السوداني وتمزيق البلاد وامتهان سيادتها ووحدتها.
نبهنا منذ البداية أن مسيرة هذا الحزب اتخذت منحى مغاير لما نتطلع اليه بناءا على المعطيات الماثلة في المشهد السياسي حينها ، ثم جاءت هذه المشاركة المهينة للحزب وتاريخه المجيد تأكيدا لما ظللنا نردده و ضد مصلحة الوطن والمواطن وبلا ضرورة لإقرارها ، ثم جاءت التوصية التي أقرت فض المشاركة واتت السانحة للقيادة لتتخلص من هذا العار ، ولم يدر بخلد الجميع الغرض من تمثيلية التوصية بأن يظل يؤمل المخلصون وأن ينشغل الكثيرون بوهم الإنتظار بلا طائل ليتم تشتيت جهود هذه الارادة الحرة التي خرجت لإسقاط النظام وارباك صفوفها وحتى تنكسر الجماهير وينتصر النظام.
الآن وقد ادركتم أيها الأشقاء حجم الكارثة وفداحة ابعاد التلاعب بهذا الحزب العريق الذي جعلوه لعبة تحت قبضة اجهزة المؤتمر الوطني الذي صار يستخدم مع هؤلاء المتلاعبون العصا دون جزرة فهم الآن لا يستطيعون اتخاذ قرار لا يرضاه اهل النظام المتجبر وقد لاحظتم بجاحة المستفيدين من المشاركة وكثرة تصريحاتهم حتى بعد سكوت أولياء نعمتهم.
في الختام يطيب لي في هذا المقام أن اهيب بكل الاتحاديين الشرفاء ان لايلقوا لأمر المشاركة أوفضها بالاً وان يعتبروها كأن لم تكن وأن يمضوا غير مباليين مع غيرهم بكل قوة لإسقاط هذا النظام ، فشباب الإتحاديون بجميع تشكيلاتهم بشهادة الجميع هم و غيرهم من الشباب قادوا هذا الحراك السلمي الهادف لإسقاط هذا النظام البغيض لم ينفصلوا مثل القيادة فاقدة الشرعية وهم وقود سعيرهذه الثورة التي كسرت كل الحواجز النفسية والتي هي بداية نهاية هذا النظام الظالم فدماء الشهداء ستظل تلاحقهم في الدنيا و الآخرة امضوا على بركة الله ولا تنشغلوا بتصريحات العملاء فتنتظروا شيئا لن يحدث فمن يمثلون الحزب الآن لا يملكون قرارهم وهم شركاء فيما حدث و ماهو مستمر الآن وهم مسؤولون عن المحاكمات الجائرة و من يعذبون في الآن في معتقلاتهم فهم جزء و أبواق لمنظومة القمع و الاجرام...و النصر آت بإذن الله على يديكم.
التحية و الاجلال لشهداء الثورة الابطال و التحية للأقلام الحرة التي صدحت بالحق ,التحية لبهرام الذي قال كلمة حق في وجه سلطان جائر,التحية لسمر التي كشفت بكل شجاعة جرائم النظام و بطشه,التحية لكل المناضلين و المناضلات الشرفاء.
و أقول للذين صارو جزء من النظام ... ستلاحقكم اللعنات و لن تهنؤوا بعيد لانكم شاركتم في حرمان اسر من فلذات أكبادها...و الفرق بين عيدكم و عيدهم هو التفاف كل الشعب السوداني حول الشهداء و اسرهم فالمصاب مصاب كل وطني شريف و ستظل تلك الأسر مرفوعة الرأس بما قدم أبناءها و بناتها لهذا الوطن العزيز وهذا الشعب الكريم.
ولا نامت أعين الجبناء.
وكل عام و أنتم بخير و السودان بأحسن حال.
محمد عثمان تاج السر الميرغني
رئيس و مشرف سياسي الاتحادي الديمقراطي الأصل-البحر