مفاهيم يجب أن تصحح حول الحزب الاتحادي الأصل
إن الانتماء إلى الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ظل مثار فخر واعتزاز لدى جماهير الحزب على مرِّ الأجيال المتعاقبة لما عرف بمواقفه الوطنية الصادقة تجاه قضايا الحرية والتداول السلمي للسلطة، ويرفد هذا التصور لحزب الحركة الوطنية طوال الحقب المتتالية قيادات عرفت بالنزاهة وعفة اليد واللسان وظل كل منهم يسطر تاريخاً ناصعا ومضرباً للمثل في القيادة والريادة والوطنية، ولكن مما يحزُّ في النفس أن تتحول تلك المعاني التي ارتبطت في الوجدان الجمعي لجماهير حزب الحركة الوطنية والاستقلال إلى مباني تفتقر إلى كل ما يمت بصلة إلى هذا الحزب.
لم تكن الأمور لتسير على هذا النحو من الانحدار لولا تقدم بعض سماسرة السياسة إلى المواقع الأمامية في الحزب في غفلة من الزمان، فأعملوا معاول الهدم في هذا الصرح العملاق ليتحول إلى مجرد أطلال يقف الناظر مندهشاً فلايرى أمامه إلا رسوماً دارسة تشير من طرف خفي إلى المجد الذي شاده رجال أعطوا كل ما عندهم ولم يبخلوا بشيءٍ لهذا الوطن فتركوا تاريخاً سارت به الركبان.
ولا أدري من أعطى صحيفة الاتحادي الأصل ومن كتب فيها الحق بتوجيه سالكي الطريقة الختمية، فالبيعة التي تتحدثون عنها أيها السادة هي للإمام الختم رضي الله عنه ولايوجد منهج سياسي في الطريقة وعليكم أن لاتزجوا بالختمية في خلافاتكم السياسية لتحملوا الآخرين على رؤاكم ومصالحكم التي بدت تظهر للعيان كالشمس في رابعة النهار،كما لايوجد في الطريقة مرشد عام و لم يقلها أو يسمع بها احد الا في زمانكم هذا كما يمكن لأي خليفة أن يرشد من معه وفق شروط ذكرها الجد السيد المحجوب رضي الله عنه و أهمها هو تطابق ظاهر المرشد مع باطنه فكل أبناء الختم رضي الله عنه خلفاء له وكلهم سواء و لم و لن تتغير هذه البيعة التي توجهونها حسب أهواءكم .وأتساءل إذا رشح الحزب أحدٌ من هؤلاء السماسرة وأنتم تعرفون مخازيهم فهل يلزمك كختمي أن تعطيه صوتك؟!.
وإحقاقا للحق فقد كان من دواعي المشاركة هو بناء حزب مؤسسي له رؤية واضحة وفق برنامج وطني لمشاركة فعلية في القرار وتحقيق الوفاق الوطني الشامل لدرء المخاطر والمهددات المحدقة بالوطن كما يقول مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في المناسبات المختلفة التي تجمعه بجماهير الحزب أو مع القوى الوطنية الأخرى، ولكن من تولوا مقاليد القيادة في الحزب والوزارات التنفيذية أفرغوا المشاركة من محتواها لدرجة أن يحمِّل تنفيذي وقيادي في الحزب أوزار المؤتمر الوطني للحزب دون أن ينظر إلى الرؤية الاقتصادية التي قدمها الحزب في برنامجه الاقتصادي الذي ذكر لهيئة القيادة بنفس طريقة التلويح بمذكرة الشراكة التي يجهل الجميع محتواها و الذي كان يهدف إلى تخفيف العبء عن المواطن وليس تحميل الحزب أخطاء الآخرين. وأصبح بعضهم منفذاً لبرنامج المؤتمر الوطني فكان أكرم لهم أن يعلنوا الاندماج مع المؤتمر الوطني بدلا من تأجير الحزب بالباطن أو الانتماء إلى رفقائهم في الحزب الذين يؤدون له كل فروض الولاء والطاعة، فما يقوم به الحزب هو حمل الأوزار ليس إلا! ولايملك من أمره شيئاً يمكنه من إيصال (دفارين) لدعم المناصير في قضيتهم.
والأدهى والأمر أن يتحول الحزب إلى مكتب علاقات عامة يستغلها بعض مقاولي الباطن لتمرير صفقاتهم السياسية والتجارية باسم الحزب وتاريخه و فيهم من يجاهر و يفتخر بإنتماءه للمؤتمر الوطني و يذكر الجميع كيف حارب مرشح الحزب و حث الختمية على مساندة مرشح المؤتمر الوطني و الآن هو من يقود و يسير الحزب و ليس له أي موقع تنظيمي فهؤلاء ليس لهم وازع من ضمير ليردعهم"إن لم تستحي فاصنع ما تشاء"، فأصبحوا كقطع الشطرنج في أيدي الحزب الآخر يحركهم كيفما شاء لتنفيذ برنامجهم وأهدافهم وكل شئ عندهم سلعة معروضة في سوق السياسة حتى القيم و المبادئ ويرمون كل من يكشف ألاعيبهم بعظائم الأمور فما سربه البعض لصحيفة السوداني بأن المراقب العام شكل لشخصي لجنة تحقيق (هذا زمانك يا مهاذل فأمرحي) فكلهم مجموعة ذات مبادئ مترابطة و لا أدري من انتخبه كمراقب عام وهل هذه الرقابة موجه لشخصي فقط ؟ نحن من نريد التحقيق معه و آخرين ونتساءل ماذا فعل في ما نشرته صحيفة آخر لحظة بخصوص وزارة التجارة كنا نتوقع بيان رسمي و تعميم لمكاتب الحزب هذا ان وجدت .و ماذا فعل في شكاوي مرشحي الحزب خاصة البحر الأحمر و الجزيرة
قدمتوا بديل لوزيرنا الولائ دون اخطار لنا وهذا هو جزء من ما اعتدت عليه منذ تكليفي من تآمر و دسائس و تحريض عانيت منه لأكثر من ستة أشهر... كنا نتمنى أن تطلعونا على أسباب ابعاد وزيرنا في الولاية و تجديد اختيار وزير التجارة.
أنتم لا تدرون أن الجماهير التي تقف على الرصيف تنتظر اللحظة المناسبة لتزيح عن واجهة الحزب سماسرة السياسة الذين ظلوا يشكلون ندوباً في وجه حزب الحركة الوطنية الذي أسهم بقدر وافر في ماضي وحاضر البلاد وسيأتي الدور على القيادات والكفاءت الوطنية المخلصة من أبناء الحزب ليرسموا المستقبل المشرق للحزب والوطن بإذن الله.
وهناك مسائل يجب أن تناقش بشفافية حول حقيقة الأموال التي خصصت كميزانية للحزب في الانتخابات وغيرها أين ذهبت وماهي بنود صرفها؟!. والمثير للضحك مبلغ المليون وثمانمائة ألف بالجديد التي تبرع بها رجال الأعمال، ونعلم جيداً أن من بقي منهم في الحزب يكاد يستر حاله بشق الأنفس ولكن نحسبها من مال الحزب الذي استرده من المؤتمر الوطني،وهذا هو رأي قيادات وقواعد الحزب وهي خدعة لاتنطلي على أحد فالكل يتحدث عن المبالغ التي استلمها الحزب على دفعات منذ تعيين المستوى الرآسي و قبل التوقيع على الإتفاقية المجهولة والتي لم يراها أحد سوى من وقع عليها....كفى تدليساً باسم الحزب.... كفى كذبا على الختمية و كفى جراءة على الطريقة!...وأقول لكل ختمي و غير ختمي.....الختم برئ مما ينسبون الى طريقته وسيحاسبهم الله على ما يدعون
ما كتبت هذا الا ليطمئن أهلي و إخواني في الحزب بأنني لن أخذلهم و لن يثنيني شئ عن قول الحق و مواجهة الأخطاء فأنا أستمد منكم قوتي و الساكت عن الحق شيطان أخرس.
أكتفي بهذا القدر ولدينا الكثير حتى من دقائق الأمور و لكل حادثة حديث
تاج السر الميرغني
المشرف السياسي للحزب الاتحادي الأصل-ولاية البحر الأحمر[b]