خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب الحادي عشر الجمعة يوليو 20, 2012 4:22 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الباب الحادي عشر في هول يوم القيامة وأفزاعها عن عائشة رضي لله عنها قالت : يا رسول الله أيذكر الحبيب حبيبه يوم القيامة ، قال : أما عند ثلاث فلا : عند الميزان حتى يعلم أخف ميزانه أم يثقل ، وعند تتطاير الصحف حتى يعلم أيعطى كتابه بيمينه أم بشماله ، وحين يخرج عنقه من النار . فينطوي عليهم فيقول : إني وكلت بثلاث ، بمن دعا مع الله إلهاً آخر ، وبكل جبار عنيد ، بكل من لا يؤمن بيوم الحساب ، فينطوي عليه حتى يرمي بهم في غمرات جهنم ، ولجهنم يومئذ جسر أرق من الشعرة ، وأحد من السيف ، عليه كلابيب وحسك والناس يمرون عليه كالبرق الخاطف وكالريح العاصف ، فمنهم مسلم ناج ومسلم مخدوش ومكبوب على وجهه في النار وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين النفختين أربعون عاماً ، ثم ينزل الله ماءً كمني الرجال فينبتون في الأرض كما ينبت البقل . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى عليه وسلم لما فرق الله من خلق السموات والأرض خلق الصور وأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه ، شاخصاً ببصره إلى العرش ينتظر متى يؤمر بالنفخ فينفح قال : قلت يا رسول الله : وما الصور ؟ قال : قرن من نور ، قلت : كيف هو ؟ قال : عظيم ، والذي بعثني بالحق لعرض دارة كعرض السموات والأرض وينفخ فيه ثلاثة نفخات ، وفي رواية نفختين : نفخة الهلاك ونفخة البعث ، وفي رواية نفخة الصعق ونفخة الفزع الأكبر ونفخة البعث ، فيأمر الله إسرافيل بالأولى فينفخ فيفزع من في السموات والأرض ، وهو قوله تعالى (يوم ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في والأرض إلا ما شاء الله وتزلزل الأرض وتزهل كل مرضعة عما أرضعت . وتضع كل ذات حمل حملها . وترى الناس سكارى وما هم بسكارىولكن عذاب الله شديد ) ويصير الولدان شيبا ، ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق أهل السموات والأرض ، يعني يموتون إلا ما شاء الله قيل أرواح الشهداء ، وقيل جبريل وميكائل وإسرافيل وملك الموت عزرائل ويقول الله تعالى : يا ملك الموت من بقي من عبادي ؟ فيقول : يا رب بقي جبريل وميكائل وإسرافيل وحملة العرش وعبدك الضعيف ملك الموت فيأمر الله تعالى بقبض أرواحهم ، هكذا رواه الكلبي . وفي الحديث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا أول من تنشق عنه الأرض . وفي بعض الأخبار : أن الله تعالى إذا أحيا جبريل ووميكائل وإسرافيل فيأتون إلى قبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم معهم البراق وحلل من الجنة فتنشق الأرض عنه فينظر إلى جبريل فيقول : هذا يوم القيامة فيقول : ما فعل الله بأمتي ؟ فيقول : جبريل أبشر يا محمد ، أنت أول من انشقت عنه الأرض والجنة محرمة على سائر الأمم حتى تدخل أنت وأمتك ، قال : ثم يأمر الله إسرافيل فينفخ في الصور فإذا هم قيام ينظرون وهو حفاة عراة يقفون موقفاً واحداً مقداره أربعون سنة وقيل سبعون سنة لا ينظر الله إليهم ولا يقضي بينهم ، فيبكون حتى تنقطع الدموع فيبكون دماً ، فيأخذهم العرق من شدة الحر حتى يبلغ الأذقان ، فيدعون إلى المحشر ، فذلك قوله تعالى (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ) فبينما هم واقفون إذ سمعوا حساً شديداً فيهولهم ، فإذا الملائكة أفواجاً أفواجاً ، فيقول الخلق : أفيكم ربنا ؟ فقولون : لا ولكن هو آتٍ ، يعني يأتي أمره بالحساب ، ثم يأتي السماء الثانية فيقفون صفاً صفاً خلف سماء أهل الدنيا ، ثم تنزل أهل السماء الثالثة ، ثم الرابعة ، ثم الخامسة ، ثم الخامسة ، ثم السادسة ، ثم السابعة ، حتى تنزل ملائكة السبع سموات ويقومون حول أهل الدنيا .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن الله تعالى يقول : يا معشر الإنس إني ، نصحت لكم وإنما هي أعمالكم في صحفكم ، فمن وجد خيراً فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلو من إلا نفسه . ثم يأمر الله تعالى جهنم فيخرج منها عنق ساطع مظلم فيقول : (أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ) فتجثوا الأمم على ركبها ، وهو قوله تعالى (وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً) كل أمة تدعى إلى كتابها ، ثم يقضي الله عز وجل بين خلقه ، ويقضي بين الوحوش والبهائم حتى أنه يقضي للشاة الجماء من الشاة القرناء ، ثم يقول كونوا تراباً ، فعند ذك يقول الكافر يا ليتني كنت ترابا ، ثم يقضي بين العباد ، وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزل قدم عبدٍ حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن علمه فيما عمل به ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه . وعن بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لم يكن قط نبي إلا وله دعوة يدعوا بها لأمته وأني إستخبأت دعوتي لتكون شفاعتي لأمتي يوم القيامة ، ألا وإني سيد ولد آدم ولا فخر ، ولواء الحمد بيدي يوم القيامة وتحته آدم ومن معه من ذريته . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يشتد غم يوم القيامة وكربه على الناس فيأتون آدم فيقولون : يا أب البشر أشفع لنا عند ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك إني أخرِجتُ من الجنة بخطيئتي ولا يهمني إلا نفسي ، ولكن عليكم بنوح فإنه أول المرسلين ، فيأتون نوحاً فيقولون له أنت أول المرسلين وأطول الأنبياء عمراً فاشفع إلى ربك يقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني دعوت دعوة أغرقت أهل الأرض وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلا ، فيأتون إبراهيم فيقولون أنت خليل الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : لست هناك ، إني كذبت في الإسلام ثلاثة مرات : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك أنه جادل بهن عن دين الله تعالى ) أحدهما قوله إني سقيم ، والثانية قوله بل فعله كبيرهم هذا ، والثالثة قوله عن امرأته إنها أخته قال ثم يقول : لا يهمني إلا نفسي ، ولكن إئتوا موسى الذي اتخذه صفياً وكلمه تكليما فيأتون موسى ، فيقولون : أنت كليم الله أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فيقول : لست هناك ، إني قتلت نفساً بغير نفس ، ولا يهمني إلا نفسي ولا كن إئتو عيسى روح الله وكلمته ، فيأتون عيسى فيقولون : أنت روح الله وكلمته أشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا ، فيقول : أني اتخذت أنا وأمي إلهين من دون الله ، وإني لا يهمني إلا نفسي ، ولكن أرأيتم لو كان لأحدكم بضاعة فجعلها في كيس ثم ختم عليها أيصل إلى ما في الكيس حتى يفض الختم ؟ فيقولون : بلا ، فيقول لهم : أن محمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وقد غفر الله له ما تقدم وتأخر ، ائتوه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فيأتني الناس فيقولون : اشفع لنا إلى ربك ليقضي بيننا فأقول لهم : نعم أنا لها أنا لها حتى يأذن الله لمن يشاء ويرضى فيلبث ما شاء الله ، قال : إذا أراد الله أن يقضي بين خلقه نادى منادٍ أين محمد وأمته ، فنحن الآخرون ، ونحن الأولون يوم القيامة ، فأقوم أنا وأمتي فتفرج لنا الأمم عن طريقنا فنحن بيض الوجوه غُرُ محجلون من آثار الوضوء ـ فيقول الناس : كادت هذه الأمة أن تكون كلها أنبياء ثم أتقدم إلى الجنة فاستفتح بابها فيقول الخازن : من أنت فأقول : محمد العربي فيفتح لي فأدخل الجنة ، فأخر ساجداً لربي وأحمده بمحامد لم يحمده بها أحد من قبلي ، فيقال لي : ارفع رأسك وقل تسمع وأشفع تشفع وسل نعط ، فأرفع رأسي وأشفع لمن كان في قلبه مثقال شعيرة من الإيمان أو خُرم إبرة من اليقين ، مع شهادة ألا إله إلا الله وأن محمد رسول الله
وذكر يحي بن معاذ الرازي أنه قرئ في مجلسه هذه الآية (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا (*) وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا) يعني مشاة عطاشا . قال يحي بن معاذ أيها الناس مهلا مهلا ، غداً تحشرون إلى الموقف حشراً حشراً ، وتأتون من الأطراف فوجاً فوجاً ، وتقفون بين يدي الله فرداً فرداً ، وتسألون عن ما علمتم حرفاً حرفاً ، وتقاد الأولياء إلى الرحمن وفداً وفداً ، ويرد العاصون إلى عذاب الله ورداً ورداً ، ويدخلون جهنم حزباً حزباً ، وكل هذا (إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (*) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (*) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى ) فالويل ثم الويل لأهل الويل من يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، وهو يوم القيامة ويوم الندامة ويوم الرادفة ويوم الآزفة ويوم الحسرة ، وذلك يوم عظيم ويوم عقيم ويوم يقدم الناس لرب العالمين ، ويوم المناقشة ويوم الموازنة ويوم الزلزلة ويوم المساءلة ويوم الدمدمة ، ويوم الصيحة ، ويوم النشر ويوم يصدر الناس أشتاتاً ليروا أعمالهم ويوم تبيض وجوه وتسود وجوه ، يوم لا يغني عنهم كيدهم شيئا ولا هم ينصرون ويوم لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا ، ويوم كان شره مستطيراً (يعني منتشراً فاشيًا) يوم لا تنفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ، ويوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها ، ويوم تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد أعوذ بك اللهم من شر هذا اليوم ..
| |
|