خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب الثاني عشر الجمعة يوليو 20, 2012 4:24 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم الباب الثاني عشر في صفة أهل النار عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسوالله صلى الله عليه وسلم : أوقد على النار ألف سنة حتى إحمرت , وألف سنة حتى إبيضت , وألف سنة حتى إسودت , فهي سوداء مظلمة . وذكر عن يزيد بن مرثد رضي الله عنه أنه كان لا تنقطع الدموع عن عينيه , ولم يزل باكيا حزينا فسئل عن ذلك فقال : لو أن الله أوعدني بأني لو أذنبت ذنبا لحبسني في الحمام أبدا كان حقا علي ان لا نتقطع دموعي , فكيف وقد أوعدني أن يحبسني في نار أوقد عليها ثلاث آلاف سنة حتى احمرة ثم ابيضت ثم اسودت . وقال مجاهد : إن في جهنم جبابا فيها حيات كامثال أعناق الإبل وعقارب كأمثال البقال, فيهرب أهل النار من النار إلى تلك الأجباب , فتأخذ تلك الحيات شفاههم فتكشط مابين الشعر إلى الظفر فما ينجيهم منها إلا الهروب إلى النار . وعن عبد الله بن جبير رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : في النار حيات كامثال أعناق الإبل تلسع أحدهم لسعة يجد حرها أربعين خريفا , وعن بن مسعود رضي الله عنه أن ناركم هذه لجزء من سبعين جزاء من تلك النار , ولولا أن ضربت في البحر مرتين ما انتفعتم منها بشيء . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : جاء جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم في ساعة لم يكن يأتيه فيها , وهو متغير اللون , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : مالي أراك متغير اللون فقال له : يا محمد جئتك في الساعة التي أمر الله تعالي بمنايفيخ النار أن تنفخ فيها , فينبغي لمن عرف أن جهنم حق وأن عذاب الله شديد أن لا تقر عينه حتى يأمن منها , فقال النبي صلى لله عليه وسلم : ياجبريل صف لي جهنم فقال : نعم يا محمد إن الله تعالى لما خلق جهنم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة لا ينطفي لهيبها ولا ينفذ عذبها والذي بعثك بالحق نبيا يا محمد لو أن مثل خرم الإبرة فتح لأحرق أهل الدنيا عن آخرهم والذي بعثك بالحق نبيا لو أن ثوبا من ثياب أهل النار علق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض عن آخرهم لما يجدون من نتن ريحه والذي بعثك بالحق نبيا لو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله تعالى في كتابه وضع على جبل لذاب ذاك الجبل حتى يبلق الأرض السابعة والذي بعثك بالحق نبيا لو أن رجل بالمغرب يعذب لإحترق الذي بالمشرق من شدة عذبها حرها شديد ، وقعرها بعيد ، وحيلها حديد ، وشرابها صديد ، وثيابها سرابيل القطران ، لها سبعة أبواب لكل باب منهم جزء مقسوم من الرجال والنساء ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريل أهي كأبوابنا هذه ؟ قال : بلى لكنها مفتوحة وبعضها أسفل من بعض ، وما بين البابين مسيرة سبعين سنة ، كل منها أشد حراً من الذي يليه سبعين ضعفاً ، يساق أعداء الله إليها فإذا انتبهوا إليها ، استقبلته الزبانية بالسلاسل والأغلال والمقاطع الثقال ، وأن الرجل منهم تسلك السلسلة في فيه فتخر من دبره وتغل يده اليسرى إلى عنقه ، وتدخل يده اليمنى في فؤاده وتنزع من بين كتفيه وتشد بالسلاسل ، ويقرن كل آدمي مع شيطان في سلسلة ويسحب على وجهه وتضربه الملائكة بمقامع من حديد كلما أردوا أن يخرجوا منها من غم أعيدوا فيها ، وقيل لهم ذوقوا عذاب الحريق ذلك بما قدمة أيديكم وأن الله ليس ظلام بالعبيد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا جبريل من سكان هذه الأبواب ؟ فقال : أما الباب الأسفل فيه المنافقون ومن كفر من أصحاب المائدة وآل فرعون واسمه الهاوية ، وأما الباب الثاني في المشركون واسمه الجحيم ، وأما الباب الثالث ففيه الصابئون واسمه سقر ، وأما الباب الرابع ففيه إبليس وجنوده وأتباعه والمجوس واسمه لظى ، وأما الباب الخامس ففيه اليهود واسمه الحطمة ، وأما الباب السادس ففيه النصارى واسمه السعير ، ثم أمسك جبريل عليه الصلاة والسلام ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ألا تخبرني من سكان الباب السابع ؟ فقال له : يا محمد لا تسألني عنه فقال له : بل أخبرني عنه ، فقال : فيه أهل الكبائر من أمتك الذين ماتوا ولم يتوبوا ، فخر النبي صلى الله عليه وسلم مغشياً عليه فوضع جبريل رأسه في حجره حتى أفاق ، فقال : يا جبريل عظمت مصيبتي واشتد حزني أيدخل أحد من أمتي النار ؟ فقال : نعم هم أهل الكبائر ، فقام فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزله فاحتجب عن الناس ثلاثة أيام فكان لا يخرج إلا للصلاة ، ولم يكلم أحداً ، فلما كان اليوم الرابع أقبل أبو بكر رضي الله عنه حتى وقف بالباب فقال : السلام عليكم أهل بيت الرحمة ، هل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبيل ؟ فلم يجبه أحد ، فأقبل عمر فوقف بالباب ، وقال السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة ، هل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبيل ؟ فلم يجبه أحد فتنحى وهو يبكي ، فأقبل سلمان الفارسي حتى وقف بالباب وقال : السلام عليكم يا أهل بيت الرحمة هل إلى مولاي رسول الله صلى الله عليه وسلم من سبيل ؟ فلم يجبه أحد، فأقبل مرة يبكي ومرة يقع على وجهه ، حتى أتى بيت فاطمة رضي الله عنها فوقف على الباب وقال : السلام عليكم أهل بيت النبوة ، وكان علياً غائباً فقال : يا بنت نبي الله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد احتجب عن الناس فلا يخرج إلا إلى الصلاة ولم يكلم أحداً ، ولا يأذن لأحد أن يدخل عليه ، فاشتملت فاطمة بعباءة قطرانية ثم أقبلت حتى وقفت على باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : يا نبي الله أنا فاطمة ورسول الله صلى الله عليه وسلم ساجد يبكي ، فرفع رأسه وقال : ما بال قرت عيني حجبت عني فافتحوا لها الباب ففتح لها فلما نظرت إلى رسول الله صلى اله عليه وسلم بكت بكاء شديداً لما رأت من حاله ، فقالت : يا أبتي ما الذي نزل ؟ فقال : يا بنية إن جبريل وصف لي جهنم وأخبرني أن في أعلا أبوابها اهل الكبائر من أمتي فذلك أبكاني وأحزنني ، فقالت له : يا أبت أو لم تسأل كيف يدخلونها قال : بلى ، تسوقهم الملائكة إلى النار ولا تسود وجوههم ولا تزرق عيناهم ولا يختم على أفواههم ولا يقرنون مع الشياطين فقالت : يا أبت كيف تسوقهم الملائكة ، فقال : أما الرجال فباللحى وأما النساء فابالزوائب فكم ذي شيبة يقاد إلى النار وهو يقول واشيبتاه واضعفاه وكم إمرة تقاد بشعرها إلى النار وهي تنادي وتقول وافضيحتاه وانتهاك ستراه وكم من قدم في نار جهنم نزل ، وكم من عزيز ذل وكم من وجه مليح في نار جهنم تغير ، قال : فتسوقهم الملائكة حتى ينتهوا إلى مالك خازن النار فإذا نظر إليهم قال : للملائكة : من هؤلاء ؟ فماورد علي من الأشقياء أعجب من هولاء لم تسود وجوههم ولم توضع السلاسل والأغلال في أعناقهم ، فتقول هذا أمر ربنا ، فيقول : يا معشر الأشقياء من أنتم وفي رواية أخرى إذا قادهم الملائكة حيلوا فيقولون وامحمداه فلما أن رأوا مالك نسوا ذكر محمد صلى الله عليه وسلم من هيبة مالك ، فيقول لهم : يا معشر الأشقياء من أنتم فيقولون نحن من أنزل عليهم القرآن ونحن صائمون رمضان فيقول مالك : تلك أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإذا سمعوا ذكر محمد صاحوا بأجمعهم وامحمداه واأحمداه نحن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول لهم مالك : أما كان في القرآن زاجر يزجركم عن معاصي الله تعالى ، فإذا أوقفهم على شفير جهنم ونظروا إلى النار والزبانية ، قالوا : يا مالك إذن لنا أن نبكي على أنفسنا فيأذن لهم فيبكون بالدموع حتى تنقطع الدموع فيبكون دماً ، فيقول لهم مالك ما أحسن هذا البكاء لو كان في الدنا من خشية الله تعالى ، ثم يقول للزبانية ألقوهم في النار ، فإن ألقوا صاحوا بأجمعهم لا إله الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فترجع النار عنهم فيقول مالك : يا نار خذيهم فتقول : كيف آخذ من يقولون لا إله إلا الله ؟ فيقول : أمر رب العزة بذلك فتأخذهم النار ، فمنهم من تأخذه إلى قدميه ، ومنهم من تأخذه النار إلى ركبته . ومنهم من تأخه النار إلى حقويه ، ومنهم من تاخذه النار إلى حلقه فإذا هوت النار إلى الوجوه قال مالك : لا تحرقوا وجوههم طالما سجدوا بها لله تعالى ، ولا تحرقوا قلوبهم فهي محل الإيمان ، قال فيمكثون ما شاء الله ، ثم ينادون : يا أرحم الراحمين يا حنان يا منان ، فإذا نفذ فيهم حكم الله تعالى ، يقول الله عز وجل : يا جبريل ما فعل العصاة من أمة محمد عليه الصلاة والسلام ؟ فيقول : إلهي أنت أعلم بهم ، فيقول له : انطلق فانظر حالهم ، فينطلق جبريل إلى مالك وهو على منبر من نار في وسط جهنم ، فإذا نظر مالك إلى جبريل قام تعظيماً له ، ويقول : يا جبريل ما أدخلك هذا الموضع ، فيقول : ما فعل العصاة من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، فيقول : ما أسوا حالهم وأضيق مكانهم ، قد أحرقت النار أجسادهم وأكلت لحومهم وبقيت وجوههم وقلوبهم ، ولكن قلوبهم تتلألأ بالإيمان فيقول جبريل : إرفع الطباق عنهم حتى أنظر إليهم ، فيأمر مالك الخزنة فترفع الطباق عنهم فإذا نظروا إلى جبريل وحسن خلقه علموا أنه ليس من ملائكة النار ، فيقولون من هذا العبد الذي لم نرى أحسن منه ، فيقول مالك : هذا جبريل الكريم على ربه الذي كان يأتي نبيكم بالوحي ، فإذا سمعوا ذكر محمد قالوا بأجمعهم ، يا جبريل أقرئ محمداً عنا السلام وأخبره أن معاصينا قد فرقت بيننا وبينه وأخبره بسوء حالنا وضيق مكاننا ، فينطلق جبريل حتى يقف بين يدي الله تعالى فيقول الله : يا جبريل كيف رأيت أمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ فيقول : يا رب ما أسوء حالهم وأضيق مكانهم فيقول الله تعالى : سألوك شيئاً ؟ فيقول : نعم يا رب سألوني كذا وكذا فيقول الله تعالى إنطلق إليه وبلغه فينطلق جبريل عليه الصلاة والسلام إلى الجنة فيدخل على النبي صلى الله عليه وسلم وهو في خيمة من درة بيضاء لها أربعة آلاف مصراع ، كل مصراع عليه باب من الذهب ، فيقول : يا محمد جئتك من عند العصاة الذين يعذبون من أمتك وهم يسلمون عليك ويقولون لك ما أسواء حالنا وأضيق مكاننا ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت العرش ، فيخر ساجداً لله تعالى ويثني على ربه بثناء لم يثنه أحداً قبله فيقول الله تعالى : يا محمد إرفع رأسك وسل تعطى وأشفع تشفع ، فيقول : يا رب العصاة من أمتي أنفذت فيهم حكمك وانتقمت منهم فشفعني فيهم ، فيقول الله تعالى : قد شفعتك فيهم فأت النار وأخرج من قال لا إله إلا الله ، فيأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النار فإذا نظر مالك إلى النبي صلى الله عليه وسلم قام تعظيماً له ، فيقول لمالك : يا مالك إرفع الطباق عنهم وافتح الباب ، فإذا نظر أهل النار إلى النبي صلى الله عليه وسلم صاحوا بأجمعهم وامحمداه قد أحرقت النار وجوهنا وجلودنا ووصلت إلى أكبادنا ، فيخرجهم جميعاً وقد صاروا فحماً ، فينطلق بهم إلى نهر بباب الجنة يسمى الحيوان ، فيغتسلون فيه فيخرجون شباباً مرداً كأن وجوههم القمر ، مكتوب على جباههم هولاء عتقاء الله من النار ، ثم يدخلون الجنة ، فإذا رأى أهل النار المسلمين قد أخرجوا من النار ، قالوا : ياليتنا كنا مسلمين ...
| |
|