خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب الخامس عشر الجمعة يوليو 20, 2012 4:34 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الخامس عشر
في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه : إن الله تعالى لا يعذب الخاصة بعمل العامة ، ولكن إذا ظهرت المعاصي ولم ينكروها فقد استحق القوم العقوبة وذكر أن الله تعالى أوحى إلى يوشع بن ذاالنون عليه السلام : إن مهلك من قومك أربعين ألفاً من خيارهم ، وستين ألفاً من شرارهم قال : يا رب هؤلائي الأشرار فمابال الأخيار ؟ قال : لأنهم لم يغضبوا لغضبي وآكلوهم وشا ربوهم ،
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كثر الزنا كثر موت الفجأة ، وإذا طففوا المكيال أخذهم الله بالسنين ، وإذا منعوا الزكاة حبس الله عنهم المطر ، ولولا البهائم لما نزلت من القطرة ، وإذا جاروا في الحكم تعادوا فيما بينهم ، وإذا نقضوا العهد سلط الله عليهم شرارهم ثم يدعوا خيارهم فلا يستجاب لهم ، وعن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن من الناس أناساً مفاتح للخير مغليق للشر ، ومن الناس أناساً مفاتح للشر مغاليق للخير ، فطوبى لعبد جعل الله مفاتح الخير على يده ، والذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر مفاتيح للخير مغاليق للشر كما قال الله تعالى (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن النكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله ، أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم )
وقال قتادة : ذكر لنا أن رجل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ بمكة فقال : أنت الذي تزعم أنك رسول الله ، قال : نعم ، قال : فأي الأعمال أفضل وأحب إلى الله تعالى ؟ قال : الايمان بالله ، قال : ثم ماذا ؟ قال : صلة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال : فأي الأعمال أبغض إلى الله تعالى ؟ قال : الشرك بالله قال : ثم ماذا ؟ فقال : قطيعة الرحم ، قال : ثم ماذا ؟ قال : ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . قال الفقيه أبو الليث : لما اشطرط رسول الله صلى الله عليه وسلم القدرة ، دل ذلك على أن ذلك لا يكون إلا بغلبة أهل الصلاح على أهل الدعارة والفسوق ، فإن كان كذلك قال يتعين على أهل الصلاح أن يهجروا أهل المعاصي ويمنعونهم من المنكر ويأمروهم بالمعروف ليأمنوا من وعيد الله تعالى . فقد مدح الله هذه بذلك فقال : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) والمعروف ما كان موافقاً لكتاب الله والسنة والعقل والإجماع ، قال الله تعالى : (ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ) وقد ذم الله تعالى أقواماً بترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكرفقال الله تعالى : (كانو لايتناهون عن منكر فعلوه ((يعني لا ينهى بعضهم بعصا)) لبئس ما كانوا يفعلون ) وقال الله تعالى : (لولا ينهاهم الربانيون والأحبار عن قولهم الإثم وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يصنعون) يعني لا يناهم علماؤهم وفقهاؤهم وقراؤهم عن قولهم الإثم أي قول الفحش وأكل الحرام وإن استطاع أن يأمرهم بالمعروف وينهى عن المنكر في السر كان أبلغ وأفضل في الموعظة وواقع النصيحة ، وينبغي للذي يأمر بالمعروف أن يقصد به وجه الله وإعزاز الدين ولا يكون لحمية نفسه . فقد بلغنا أن عكرمة قال : مر رجل بشجرة تعبد من دون الله تعالى ، فأخذ فأسا وركب حماراً ثم توجه نحو الشجرة ليقطعها ، فلقيه إبليس لعنه الله في الطريق على صورة إنسان فقال له : إلى أيم تريد ؟ فقال : رأيت شجرة تعبد من الله تعالى ، فأعطيت عهداً أن أخذ فأسي أركب حماري وأتوجه نحوها فأقطعها فقال له إبليس : لعنه الله ، يا هذا مالك ولها دعها ومن يعبدها أبعدهم الله ، فلم يرجع لقوله ، فقال له إبليس : إرجع وأنا أعطيك كل يوم أربعة دراهم ترفع طرف فراشك فتجدها تحته ، قال : أو تفعل هذا ؟ قال : نعم وقد ضمنت لك ذلك كل يوم ، فرجع الرجل إلى منزله فوجد تحت فراشه أربعة دراهم يومين أو ثلاثة أو ما شاء الله تعالى ، فلما كان بعد أيام رفع فراشه فلم يجد شيئاً ، فأخذ الفأس وركب الحمار وتوجه نحو الشجرة ، فلقيه إبليس لعنه الله فقال له : إنك لا تطيق ذلك يا هذا قال : لأي شيئ؟ قال : أما خروجك أولا فكان غضباً لله تعالى فلو إجتمع أهل الأرض ما ردوك ، وأما خروجك الآن فإنما خرجت حيث لم تجد الدراهم ، فإن تقدمت إليها ليكسرن عنقك ، فرجع الرجل إلى بيته خاسراً وترك الشجرة ، وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إذا ظهرت البدع وسكت العالم فعليه لعنة الله ... | |
|