الباب التاسع عشر

عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012

بسم الله الرحمن الرحيم

الباب التاسع عشر

في فضل الشفقة على الممليك
عن أبي ذر رضي الله عنه أنه ضرب وجه غلام له فاستعدى عليه فشكى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : لا تضربوا وجوه المصليين وأطعموهم مما تأكلون وأكسوهم مما تكسون وإن رابوكم فبيعوهم ولا تعذبوا خلق الله .

وقال الشعبي : استقى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل بيت ، فدعت المرأة خادمتها فأبطأت عليها فقذفتها بقبيح فقال : أما أنك ستجدين لها يوم القيامة أو تقيمن لها أربعة يشهدون أنها كما قلت ، فأعتقتها المرأة ، فقال : عسى أن يكفر هذا عنك .

وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عبيدكم إخوانكم ، جعلهم الله تحت أيديكم ، فمن كان اخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ، ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتوهم فأعينوهم . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قيل له : كم تعفوا عن المملوك ؟ قال : كل يوم سبعين مرة . وقال قتادة : كان من آخر كلام النبي صلى الله عليه وسلم عند موته : الصلاة وما ملكت أيمانكم .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : دخلت إمرأة النار في هرة حبستها ، فلا هي أطعمتها ولا هي أطلقتها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت . وعن علي رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عيه وسلم في بعض خطبه : يا أيها الناس ، الله الله فيما ملكت أيمانكم ، أطعموهم كما تأكلون ، وأكسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما لا يطيقون فإنهم لحم ودم وخلق أمثالكم ، فمن ظلمهم فأنا خصيمه يوم القيامة والله الحاكم . وكان عون بن عبد الله إذا أخطاء غلامه قال : ما أشبهك بسيدك مع سيده . وروى الحسن البصري : مر النبي صلى الله عليه وسلم ببعير مصقول في صدر النهار فقضى حاجته ورجع والبعير على حاله فقال لصاحبه : هل علفت هذا العير ؟ قال : لا ، قال : أما أنه ليحاجك يوم القيامة . (يعني يخاصمك)

وروي أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما رأى كسرة مطروحة فقال لغلامه : أمسكها وأمطي عنها الأذى فلما أمسى وأراد الفطر قال لغلامه : ما فعلت بالكسرة ؟ قال : أكلتها ، قال : إذهب فإنك حر لوجه الله تعالى فقيل له في ذلك فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من وجد كسرة خبز رفعها من الأرض ثم أكلها لم تصل إلى جوفه حتى يغفر الله له ، وأن أكره أن أستعبد من قد غفر الله له . وروي أن علياً رضي الله عنه فعل مثل هذا مع غلامه ...