خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: البااب العشرون الجمعة يوليو 20, 2012 4:56 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الباب العشرون
في فضل الفقر وترك الدنييا قال أبو ذر رضي الله عنه : أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ولا أتركهن : أوصاني بحب المساكين والدنو منهم وأن أنظر إلى ما هو أسفل مني في الدنيا ، ولا أنظر إلى من هو فوقي فيها ، وأن أصل رحمي وإن قطعني ، وأن أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها كنز من كنوز الجنة ، وأن لا أسأل الناس شيئاً ، وأن لا أخاف في الله لومة لا ئم وأن أقول الحق وإن كان مراً ، فكان أبو ذر إذا سقط سوطه يكره يقول لأحد ناولنيه . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم من أحبني أرزقه العفاف والكفاف ، ومن أبغضني أكثر ماله وولده . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : الفقر مشقة في الدنيا مسرة في الآخرة ، الغني مسرة في الدنيا مشقة في الآخرة . وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لكل نبي حرفة وحرفتي الفقر والجهاد ، فمن أحبها فقد أحبني ومن أبغضا فقد أبغضني . وروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : يوتى بالعبد يوم القيامة فيعتذر الله إليه كما يعتذر الرجل إلى الرجل في دار الدنيا ، فيقول : وعزتي وجلالي ما زويت الدنيا عنك لهواني بك علي ولكن أنظر إلى ما أعددت لك من الكرامة ، يا عبدي أخرج إلى هذه الصفوف فمن أعطعمك في وكساك في يريد بذلك وجهي فخذ بيده إلى الجنة ، والناس يومئذ قد ألجمهم العرق فيجول بين الصفوف وينظر فمن فعل ذلك به أخذ بيده وأدخله الجنة . وروى الحسن البصري عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال : أكثروا من معرفة الفقراء واتخذوا عندهم الأيادي ، فإن لهم عند الله دولة ، . قال الفقيه أبو الليث : للفقراء خمس كرامات : أولها أن ثواب عمل الفقير أكثر من ثواب عمل الغني في الصلاة والصدقة وغير ذلك ، الثانية إن اشتهى شيئاَ ولم يقدر عليه لقلة ذات اليد يضاعف الله له الأجر ، الثالثة أن الفقراء يسبقون إلى الجنة ، الرابعة إن حسابهم في الآخرة خفيف يسير ، الخامسة : ندامتهم أقل لأن الأغنياء يتمنون هناك لو كانوا فقراء . وعن زيد بن أسلم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : درهم في الصدقة من فقير أفضل من مائة ألف درهم من غني، قالوا : وكيف ذلك ؟ قال : إذا أخرج رجل درهم من درهمين لم يملك غيرهما بطيبة نفس . وأخرج رجل من عرض ماله مائة ألف فتصدق بها فصار صاحب الدرهم أفضل . وقال الحسن سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إذا رأينا شيئاً نشتهيها ولا نقدر عليها فهل لنا فيها أجر قال : ففيم تؤجرون إن لم تؤجروا عليها . وقال الضحاك من دخل سوقاً فرأى شيئاً يشتهيه فصبر واحتسب كان خيراً له من مائة ألف دينار ينفقها في سبيل الله تعالى . قال الفقيه أبو الليث رحمه الله تعالى : الدليل على فضل الفقراء قول الله عز وجل (أقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الرسول لعلكم ترحمون) يعني أقيموا الصلاة على وقتها وآتوا الزكاة إلى الفقراء ، فقرن حق الفقرا بحق نفسه . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ألا أنبأكم بملوك الجنة ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : هم الضعفاء الذين يظلمون فلا يجدون ناصراً ، ولا تفتح لهم الأبواب ، يموت أحدهم وحاجته تتلجلج في صدره ولو أقسم على الله لأبره وقال بن عباس رضي الله عنهما : ملعون من أكرم الغني وأهان الفقير . وقال النبي صلى الله عليه وسلم : من تواضع لغني لأجل غناه ذهب ثلثا دينه فليتقي الله في الثلث الباقي . وعن شفيق البلخي : اختار الفقراء ثلاثة واختار الأغنياء ثلاثة اختار الفقراء راحة النفس وفراق القلب وخفة الحساب واختار الأغنياء تعب النفس وشغل القلب وشدة الحساب . وقال حاتم الزاهد : من إدعى أربعا من غير أربعا فهو كذاب : من ادعى حب مولاه من غير ورع يصده من المحرمات ، ومن ادعى حب الجنة من غير إنفاق ماله في وجه الخير ، ومن ادعى حب النبي صلى الله عليه وسلم من غير اتباع سنته ، ومن ادعى حب الدرجات العليا من غير صحبة الفقراء والمساكين . وقال بعض العلماء أربع من تكن فيه فهو محروم من الخير كله : المتطاول على من هو دونه بالمال والجاه ، والعاق لوالديه ، ومن يحتقر الغرباء ، ويعير المساكين بمسكنتهم . وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لم أبعث لجمع المال ما أوحى الله لي أن أجمع المال وأكون من التاجرين ولكن أوحى الله إلي أن سبح بحمد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك وكن من الساجدين وأعبد ربك حتى يأتيك اليقين . وقال أبو سعيد الخدري : يا أيها الناس لا تحملكم العسرة والفاقة على أن تطلبوا الرزق بغير حله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم توفني فقيراً ولا توفني غنياُ واحشرني في زمرة الفقراء والمساكين يوم القيامة ، وإن أشقى الأشقياء من اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة . وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لكل أمة فتنة وفتنة أمتي المال . وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ألا إن أحب الخلق إلى الله الفقراء ، لأنه كان أحب الخلق إلى الله الأنبياء وقد إبتلاهم الله بالفقر .
وعن الحسن البصري قال : أوحى الله تعالى إلى موسى عليه الصلاة والسلام أنه يموت رجل من أحب الخلق إلي فأته يا موسى وغسله وكفنه وصلي عليه وقم على قبره فطلبه موسى في العمران فلم يجده فرأى قوما من الطيانين فسألهم موسى فقالوا رأينا رجل مريضاً في الخربة الفلانية لعلك تريده ؟ قال : نعم فذهب إليه فإذا هو مريض طريح ، وتحت رأسه لبنة فلما رآه موسى بكى فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له موسى : لك حاجة ؟ فقال : أما إليك فلا ، ولكن يا موسى إذا أنا مت فجهزني ووارني التراب ، فلما كان بعد ساعة فإذا هو قد مات فجهزه موسى ، وقال ربي أحب عبادك إليك على هذه الحالة ، فأوحى الله تعالى إليه إذا أحببت عبدي زويت عنه الدنيا ، وهل أستطيع يا موسى أن أسأله يوم القيامة عن اللبنة التي كانت وسادة تحت رأسه ؟
وقال وهب بن منبه : تصور إبليس لسليمان بن داؤود على صورة شيخ فقال سليمان : أخبرني بما أنت صانع بأمة روح القدس ، يعني عيسى عليه السلام ؟ فقال : لأجعلنهم يتخذونه إلها من دون الله ، قال فما أنت صانع بأمة محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لآتينهم من قبل الدينار والدرهم ولأجعلنه أشهى من شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله ، إلا من عصمه الله ، فقال له سليمان علية الصلاة والسلام : أعوذ بالله منك فغاص إبليس في الأرض .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه عرض عليه بطحاء مكة ذهباً فقال : يا رب أشبع يوماً فأحمدك وأجوع يوماً فأنضرع إليك ... | |
|