خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب الثامن والعشرون الجمعة يوليو 20, 2012 5:26 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثامن والعشرون
فيما جاء في الذنوب
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : كان فيما أعطي الله لموسى عليه الصلاة والسلام في اللوح الأول : يا موسى لا تشرك بي شيئا فقد حق القول مني لتلفحن وجوه المشركين في النار ، واشكر لي ولوالديك أقيك المتالف وأنسئ لك في عمرك وأحيك حياة طيبة ، ولا تقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق فتضيق عليك الأرض برحبها والسماء بأقطارها وتبوء بقضبي في النار ، ولا تحلف باسمي كاذباً فإني لا أطهر وأزكي من لم ينزهني ويعظم أسمائي ، ولا تحسد الناس على ما أيتهم من فضلي فإن الحاسد عدو لنعمتي راداً لقضائي صاخطاً لقسمتي التي قسمتها بين عبادي ، ومن كان كذلك فلست منه وليس مني ولا تشهد بما لا يعي سمعك وبحفظه عقلك ، ولا يعقد عليه قلبك ، فإني واقف أهل الشهادات على شهاداتهم يوم القيامة وأسئلهم عنها ، ولا تسرق ولا تزني بحليلة جارك فأحجب عنك وجهي ، واحب للناس ما تحب لنفسك ولا تذبح لغيري فإني لا أقبل من القربات إلا ما ذكر عليه اسمي وكان خالصاً لوجهي ، وتفرق لي يوم السبت وفرق جميع أهل بيتك ، وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم البر لا يبلى ، والذنب لا ينسى ، والديان لا يفني ، كن كما شئت فكما تدين تدلان ، يعني إن عملت خيراً وجدت ثوابه وإن عملت شراً وجدته يوم القيامة ، قال الله تعالى (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم ) وإن أستم فلها ) يعني أن لايظلم أحد ولا يزاد على سيئاته ولا ينقص منها .
وقيل في الخبر : أن آدم عليه الصلاة والسلام قبلت توبته لخمس خصال ولم تقبل توبة إبليس لخمس خصال ، فآدم أقر على نفسه بالذنب ، وندم عليه وأسرع في التوية ، ولم يقنط من رحمة الله ، ولام نفسه ، ورأى التوبة واجبة ، وإبليس لم يقر بالذنب ، ولم يندم عليه ، ولم يلم نفسه ، ولم يرى التوبة واجبة ، وقنط من رحمة الله ، فمن كان حاله مثل إبليس لم تقبل توبته .
وقال كهمس بن الحسن : أذنبت ذنباً وأنا أبكي عليه منذ أربعين سنة قيل : وما هو يا عبد الله قال : زارني أخ في الله فاشتريت له سمكاً فأكلنا ثم قمت إلى حائط جاري فأخذت قطعة طين منه فغسلنا بها أيدينا
وقال بعضهم : إياك والذنب فإن الذنب شؤم ويصير شؤمه مثل حجر المنجنيق ، يضرب حائط الطاعة فيكسرة ، فيدخل ريح الهوى فيطفئ سراج المعرفة واليقين , وقال الفقيه أبو الليث : حدثني والدي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما في يوم إلا وينزل من السماء خمسة أملاك أحدهم بمكة ، والثاني بالمدينة ، والثالث ببيت المقدس ، والرابع بمقابر المسلمين ، والخامس بأسواقهم ، فأما الذي بمكة فينادي ألا من ترك فرائض الله فقد خرج من أمان الله ، وأما الذي بالمدينة فينادي ألا من ترك سنة رسول اللله صلى الله عليه وسلم فقد خرج من شفاعته ، وأما الذي ببيت المقدس فينادي ألا من كسب مالا حرماً لم يقبل الله شيئا من عمله ، وأما الذي بمقابر المسلمين فينادي يا أهل القبور ماذا تغتبطون ، وعلى ماذا تندمون ؟ فيقولون : ندمنا على ما فاتنا من أعمارنا وغبطنا بأعمال الخير ونحن لا نقدر على ذلك ، وأما الذي بالأسواق فينادي يا معشر الناس مهلا مهلا فإن لله سطوات ونغمات فمن خشيء من سطواته فاليتب من ذنوبه وليرجع عن عيوبه ، شوقناكم فلم تشتافوا وخوفناكم فلم تخافوا ، ولو لا رجالا خشع وأطفال رضع وبهائم رتع لصب عليكم البلاء صبا .. | |
|