خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب الثلاثون الجمعة يوليو 20, 2012 5:29 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثلاثون
في أحاديث منقولة
من أبواب الكتاب المحذوفة
عن خولة بنت حكيم السلمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المريض ضيف الله ما دام في مرضه ، يرفع له كل يوم عمل سبعين شهيداً فإن عافاه الله من مرضه فهو كيوم ولدته أمه ، وإن قضى عليه بالموت أدخله الجنة ، والمؤذن حاجب الله يعطيه بكل آذان ثوب ألف نبي ، والأمام وزير الله يعطي بكل صلاة ثواب ألف صديق ، والعالم وكيل الله يعطى بكل حديث نوراً يوم القيامة ، والمتعلمون من الرجال والنساء خدم الله تعالى فما جزائهم إلا الجنة . وقيل من داوم على الصلوات الخمس في الجاعة أعطاه الله خمس خصال : رفع عنه ضيق العيش وعذاب القبر ، وأعطي كتابه بيمينه ، ومر على الصراط كالبرق الخاطف ، وأدخل الجنة بغير حساب ، ومن تهاون في الصلاة في الجماعة عاقبه الله باثني عشر عقوبة : ثلاثة في الدنيا وثلاثة في الآخرة وثلاثة عند الموت وثلاثة عند القبر فما التي في الدنيا ، فترفع البركة من رزقه ، وتنزع سمات الصالحين من وجهه ، ويكون مبغوضاً عند الناس ، ، وأما التي في الآخرة فيشدد حسابه ويغضب عليه الرب جل جلاله ، ويعاقب بعذاب النار ، وأما التي عند الموت : فتقبض روحه عطشاناً جائعاً ، ويشتد نزعه ، وأما التي في القبر : فسؤال منكر ونكير ، وظلمة القبر وضيقه . وقد روي عن أبي ذر مثل هذا . وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : مات ابن لي فكتب إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم : من محمد رسول الله إلى معاذ بن جبل : سلام عليك وبعد ، فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو ، أما بعد فعظم الله لك الأجر ، وألهمك الصبر ، ورزقنا وإياكم الشكر ، ثم أعلم أن أنفسنا وأمولنا وأولادنا من مواهب الله الهنية ، وعواريه المستودعة يُمتعنا بها إلى أجل محدود ، يقبضها لوقت معلوم ثم إفترض علينا الشكر إذا أعطى والصبر إذا إبتلى ، وكان ابنك هذا من مواهب الله الهنية وعواريه المستودعة ، متعك الله به غبطة وسرورا، وقبضه بأجر كبير إن صبرت وأحتسبت ، فلا تجمعن عليك يا معاذ أن يحط أجرك جزعك فتندم صبرت على ما فاتك لو قدمت على ثواب مصيبتك علمت أن المصيبة قصرت عنك واعلم أن الجزع لا يرد ميتاً ، ولا يرفع حزناً ، فليذهب عنك أسفك بما هو نازل بك ، فكأنه قد نزل بك ، والسلام .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لو صليتم حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار لم ينفعكم إلا بورع صادق . قال عيسى عليه الصلاة والسلام : يا بني إسرائيل تهاونوا في الدنيا تهن عليكم ولا تهاونوا بالآخرة تكرم عليكم الدنيا ، الدنيا هي ليست بدار كرامة وتدعو كل يوم إلى الفتنة والخسارة وإن كنتم جلسائي وأصحابي فوطنوا أنفسكم على بغض الدنيا ، واتخذوا المساجد بيوتاً والقبور دوراً وكونوا كالطير ، ألا ترون أنها لا تحصد ولا تزرع والله يرزقها ، يا بني إسرائيل كلوا من خبز الشعير ويقول الأرض فإنكم لن تؤدوا شكر ذلك فكيف ما فوقه .
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : عرضت علي الذنوب فلم أرى فيها شيئاً أعظم من حامل القرآن وتاركه . وعن عبد الله بن عمر أنه قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال : يا رسول الله قلت ذات يدي وتوالت الدنيا عني قال : فإين أنت من تسبيح الملائكة وصلاة الخلائق وما به يرزفون قال : وما هي يا رسول الله ؟ قال : قل سبحان الله العظيم وبحمده سبحان الله ، استغفر الله (مائة مرة) ما بين طلوع الفجر إلى أن تصلي الصبح تأتيك الدنيا صاغره راغمة . وقال منصور بن عمار في بعض مواعظه : من أبصر عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره ، ، ومن تعرى في لباس التقوى لم يستتر بشئ ، ومن رضي برزق الله لم يحزن على ما في يد غيره ، ومن سل سيف البغي قطع به يده ومن حفر لأخيه بئراً تردى فيها ومن هتك حجاب أخيه إنكشفت عورته ، ومن نسي ذل نفسه استعظم ذل غيره ، ومن كابد العظائم عطب ، ومن خاطر بنفسه هلك ومن استغنى بعقلة ذل ، ومن تكبر على الناس ذل ، ومن سفه عليهم شُتم ، ومن صاحب الأرازل إحتقر ، ومن جالس العلماء وقر ، ومن دخل مداخل السوء أتهم ، ومن مزح استخف به ، ومن تعمق في العمل مل ، ومن فخر على الناس قصم ، ومن أكثر من شيء عرف به ، ومن كثر كلامه كثرأخطاؤه ومن كثر أخطاؤه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل ورعه ومن قل ورعه مات قلبه ومن مات قلبه دخل النار ، ومن تهاون بالدين ارتطم ، ومن اغتنم أموال الناس افتقر ، ومن طلب العافية صبر ، ومن جهل موضع قدمه مشت في ندامته ، ومن خشي الله فاز ، ومن لم يجرب الأمور خدع ومن صارع أهل الحق صرع ، ومن إحتمل ما لا يطيق عجز ، ومن عرف أجله قصره الله ، ومن تعود طريق الجهل ترك طريق الحق . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما المفلس ؟ قالوا : من لا دينار عنده ولا درهم ولا متاع قال : المفلس من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا وضرب هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته ، فإن فنيت حسناته أخذ من خطاياهم وطرحت عليه ثم يطرح في النار .
وعن معاذ بن جبل أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ألا أدلك على أبواب الخير : الصوم جنة والصدقة برهان ، وقيام الرجل في جوف الليل يطفئ خطيئته وهو يوصينا بمنً ، أيها الناس أن لكم على نسائكم حق وأن لهن عليكم حق وأن حقهن عليكم الكسوة والنفقة بالمعروف وإن في حقكم عليهن أن يحفظن فراشكم ولا يأذن لأحد في بيوتكم تكرهونه ولا يأتين بفاحشة مبينة ، فإن هن فعلن حل لكم أن تضربوهن ضرباً غير مبرح . وروى الحسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أفضل الناس عند الله يوم القيامة ثواباً أنفعهم للناس وإن المقربون عند الله تعالى الصالحون . وعن عبيد بن عمير قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما ذاد أحد من السلاطين قرباً إلا زاد من الله بعداً ولا كثرت أتباعه إلا كثرت شياطينه ولا كثر ماله إلا إشتد حسابه . وروي عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : المؤمن بين خمس شدائد مؤمن يحسده ومنافق يبغضه وعدو يقاتله وشيطان يضله ونفس تقويه ، فينبغي للمؤمن أن يستعين بالله تعالى ليقويه على أعدائه ويتشفع للمعونة لله تعالى بصدق النية وملازمة التقوى ، فأصل ذلك كله تحقيق النية ولزوم المعونة والتزام الخشوع وخوف الله تعالى . وروي عن النبي صلى الله عليه سلم أنه قال : مازل جبريل يوصيني بالسواك حتى ظننت أنه سينزل علي فيه شيء ، ومازال يوصيني على الجار حتى ظننت أنه سيورثه ومازال يوصيني بالنساء حتى ظننت أنه سيحرم الطلاق ، ومازال يوصيني بالمماليك حتى ظننت أنه سيجعل له وقتاً ، ومازل يوصيني باليتيم حتى ظننت أنه لا أمسي لا أصبح إلا معه ، ومازال يوصيني بالضيف ، ومازال يوصيني بصلة الرحم ومازال يوصيني ببر الوالدين ، ومازال يوصيني بالمساكين والفقراء وأبناء السبيل .
وعن أبي طلحة رضي الله عنه قال : نزلت سورة إذا جاء نصر الله والفتح في مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمالبس أن خرج للناس يوم الخميس وقد شد رأسه بعصابة ، فرقي المنبر وجلس مصفر الوجه تدمع عيناه ، فدعا بلال وأمره ان ينادي أهل المدينة أن يجتمعوا لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنها آخر وصية لكم ، فاجتمع كبيرهم وصغيرهم وتركوا أبواب بيوتهم مفتحة وأسواقهم على حالها حتى خرجت العذارى من خدورهن ليسمعن وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم والنبي صلى الله عليه وسلم يبكي ويسترجع ، فحمد الله تعالى وأثنى عليه وعلى الأنبياء وعلى نفسه ثم قال : أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم العربي الذي لا نبي بعدي ، يا أيها الناس أن نفسي قد نعيت إلي وحان فراقي من الدنيا واشتقت إلى ربي ، واحسرتا على فراق أمتي وما يقولون بعدي اللهم سلم سلم ، يا أيها الناس أسمعوا وصيتي لكم وما حرم عليكم وما تؤتون وما تنفقون فأحلوا حلاله وحرموا حرامه وآمنوا بمتشابه واعملوا بحكمه واعتبروا بأمثاله ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : ألا هل يلغت ؟ يا أيها الناس إياكم والأهواء الضالة المضلة البعيدة من الله البعيدة من الجنة القريبة من النار ، وعليكم بالجماعة والإستقامة فإنها قريبة من الله قريبة من الجنة بعيدة من النار ، ثم قال : أيها الناس الله الله في دينكم وأماناتكم ، الله الله في ما ملكت أيمانكم أطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم في العمل ما لا يطيقون فإنهم لحم ودم وخلق أمثالكم إلا من ظلم فأنا خصيمه يوم القيامة والله الحاكم : الله الله أيها الناس في نسائكم أوفوهن مهورهن ولا تظلموهن فيأخذن منكم حسناتكم يوم القيامة ، الله هل بلغت ؟ أيها الناس قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وعلموهم وأدبوهم فإنهم عندكم عوان وأمانة ، ألا هل بلغت ؟ أيها الناس أطيعوا ولاة أموركم ولا تعصوهم وإن كان عبداً حبشياً مجدعاً فإنه من أطاعهم فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله ، ألا لا تخرجوا عليهم ولا تنقضوهم عهداً ، ألا هل بلغت ؟ أيها الناس عليكم بحب أهل بيتي ، عليكم بحب حملة القرآن بحب علمائكم ولا تبغضوهم ولا تحسدوهم ولا تضغوا فيهم إلا من أحبهم فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغضهم فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله اللهم هل بلغت ؟ أيها الناس عليكم بالصلوات الخمس بإسباغ وضوئها وإتمام ركوعها وسجودها ، إلا هل بلغت ؟ ، أيها الناس أدوا زكاة أموالكم ألا من لا يؤديها فلا صلاة له ولا دين له ولا صوم له ولا جهاد له ، اللهم هل بلغت ؟ ثم قال أيها الناس إن الله قد فرص عليكم الحج على من استطاع إليه سبيلا ، ومن لم يفعل فليمت على أي حال شاء يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً إلا من خاف مرضاً أو سلطاناً جائر ألا لا نصيب له في شفاعتي ولا يرد حوضي ، ألا هل بلغت ؟ أيها الناس إن الله جامعكم ليوم القيامة في صعيد واحد في مقام عظيم وهول شديد يوم لا ينفع فيه مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ، أيها الناس أحفظوا ألسنتكم وأبكوا أعينكم واخضعوا قلوبكم واتعبوا أبدانكم وجاهدوا عدوكم واعمروا مساجدكم واخلصوا أيمانكم وانصحوا إخوانكم وقدموا لأنفسكم واحفظوا فروجكم وتصدقوا من أموالكم ولا تحاسدوا فتذهب حسناتكم ولا يغتب بعضكم بعضا فتهلكوا ، اللهم قد بلغت ؟ ثم قال : أيها الناس أسعوا في فكاك رقابكم واعملوا الخير ليوم فقركم وفاقتكم ، أيها الناس لا تظلموا فإن الله طالب لمن جار ومحاسبكم وإليه إيابكم ، فإنه لا يرضى منكم بالمعصية أيها الناس من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد فاتقوا يوم ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون أيها الناس إني قادم إلى ربي وقد نعيت لي نفسي واستودعت الله دينكم وأماناتكم والسلام عليكم معشر أصحابي وعلى جميع أمتي السلام ورحمة الله وبركاته ، ثم نزل من أعلا المنير ودخل إلى منزله ولم يخرج بعدها أبدا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته بقدر عظمة ذاته والحمد لله على التمام والكمال ...
| |
|