خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب السادس والعشرون الجمعة يوليو 20, 2012 5:21 pm | |
| بسم الله الرحن الرحيم
الباب السادس والعشرون
في الزجر عن التكبر عن كعب الأحبار رضي الله عنه قال : ياتي المتكبرين يوم القيامة ذراً في صور رجال ، يغشاهم الذل من كل مكان ، فيلقون في النار ويسقون من طينة الخبال ، وهي عصارة أهل النار في النار ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يكلمهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم ، شيخ زان وسلطان كذاب ، وعائل مستكبر (العائل يعني الفقير ) وروى يحي بن جعدة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لايدخل الجنة من كان في قليه مثقال ذؤة منأو حبة خردل من كبر ، فقال رجل : يا رسول الله ليعجبني نقاء ثوبي وشراك نعلي وعلاقة صوي أهذا من الكبر ؟ قال : لا إن الله جميل يحب الجمال ، وإذا أنعم الله على عبد نعمة أحب أن يرى أثرها عليه ويبغض لبؤس والتباغض ولكن الكبر أنيسفه الحق ويقمص الخلق ، وروي عن الحسن البصري عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه من خصف نعله ورقع ثوبه وعفر وجهه لله في السجود فقد برئ من الكبر ، روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من لبس الصوف وانتعل المقصوف وركب حماره وحلب شاته وأكل مع عياله وجلس مع المساكين فقد نجاه الله تعالى من الكبر . وروي أن موسى عليه الصلاة والسلام قال : يا رب من أبغض خلقك إليك ؟ قال : يا موسى من تكبر قلبه وغلظ لسانه وضعف يقينه وبخلت يده ، وقيل أن المهلب بن أبي صفرة مر على مطرف بن عبد الله وهو يتبختر في حلة خز ، فقال مطرف : يا عبد الله هذه مشية يبغضها الله تعالى ، فقال له المهلب : أم تعرفني ؟ فقال : نعم أعرفك ، قال : من أنا ؟ قال : أنت الذي أولك نطفة مذرة وآخرك جيفة قذرة ، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذرة ، فاستحى المهلب وترك تلك المشية . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما تواضع لله رجل إلا رفعه الله تعالى . وقال الفقيه أبو الليث : إعلم أن الكبر من أخلاق الكفار والتواضع من أخلاق الصالحين ، وقد وصف الله الكفار في قوله (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ) وقال الله تعالى : (إنه لا يحب المستكبرين ) ، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالتواضع ، فقال تعالى : (واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين) وروي أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما توجه إلى الشام جعل بينه وبين غلامه نوبة في الركوب ، فركب الغلام وأخذ عمر بزمام الناقة ، فاستقبله الماء في الطريق فعل عمر يخوض في الماء وزمام الناقة بيده والغلام راكب ، فلقيه أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه وكان أحد الأمراء على الشام كله فقال : يا أمير المؤمنين إن أمراء الشام وجيوش المسلمين خرجوا للقتال ولا أحب أن يروك على هذه الحالة ، فقال عمر : يا أبا عبيدة إن الله تعالى أعزنا بالإسلام فلا تبالي بكلام الناس ، ولا تطلب العزة إلا من الله تعالى . وروى الحسن البصري رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أوتيت مفاتيح الأرض فخيرت أن أكون نبياً عبداً أو نبياً ملكاً ، فأومأ إلى جبريل أن توضع وكن عبداً ، فاخترت أكون نبياً عبداً فأوتيت على ذلك فأنا أو ل من تنشق عنه الأرض وأول شافع يوم القيامة . وقال قتادة : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من مات وهو برئ من ثلاثة دخل الجنة : الكبر والخيانة والدين . وروى أبو هريرة رضي عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ريه عز وجل قال : قال الله تعالى : (العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني في واحد منها ألقيه في النار ولا أبالي ) قال الفقيه أبو الليث : معنى قول العظمة إزاري والكبرياء ردائي أنهما صفتا كما في كتابه العزيز الجبار المتكبر فهاتان الصفتان من صفات الله تعالى فلا ينبغي للعبد الضعيف أن يتكبر ، فإذا تكبر مقته الله تعالى ... | |
|