خادم الجناب المعظم
عدد المساهمات : 59 تاريخ التسجيل : 18/05/2012
| موضوع: الباب الثاني الجمعة يوليو 20, 2012 3:33 pm | |
| الباب الثاني في فضل مجالس العلم والحديث عن أبي واقد الليثي : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُذكرُ الناس إذا أقبل ثلاث نفر ، فأما أحدهم فرأى فرجة في الحلقة فجلس إليها وجلس آخر خلفهم ، وأدبر الثالث ذاهباً ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((ألا أخبركم عن النفر الثلاثة ، أما الأول أوى إلى الله فآواه الله والثاني استحى من الله أن يؤذي الناس فاستحى الله منه وأما الثالث أعرض عن الله فأعرض الله عنه)) وقال لغمان لابنه : إذا رأيت قوماً يذكرون الله فاجلس معهم إن تك عالماً نفعك علمك وإن تك جاهلاً علموك ولعل الله يطلع عليهم برحمة فتصيبك معهم ، وإذا رأيت قوماً لا يذكرون الله فلا تجلس معهم فانك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك جاهلاً يزدك غياً ، ولعل الله يطلع عليهم بسخطه فيصيبك معهم ، فإن مجالسهم حسرة وندامة ، وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إن لله ملائكة سياحيين في الأرض ، فإذا وجدوا قوماً يذكرون الله تعالى تنادوا وقالوا هلموا إلى بغيتكم ، فيحفون بهم فإذا صعدوا إلى السماء قال الله عز وجل وهو أعلم : على أي شيء تركتم عبادي يصنعون ، فيقولون : تركناهم يسبحونك ويحمدونك ويهل لونك ويذكرونك ، فيقول : وأي شيء يطلبون ، فيقولون الجنة ، فيقول : وهل رأوها ، فيقولون : لا ، فيقول : وكيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد لها طلباً ، فيقول : ومن أي شيء يستعيذون ؟ وهو أعلم فيقولون : من النار ، فيقول الله تعالى : وهل رأوها ، فيقولون : لا فيقول : كيف لو رأوها ، فيقولون : لو رأوها لكانوا أشد منه هرباً وأشد منها خوفاً ، فيقول الله تعالى : يا ملائكتي أشهدكم أني غد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان الخاطئ ولم يردهم وإنما جاء لحاجة ، فيقول الله تعالى : وله غفرت ، هم القوم لا يشقى بهم جليس . وعن عبد الله بن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((مثل الجليس الصالح كحامل المسك ، إذا لم يعطك منه أصابك ريحه ، ومثل جليس السوء كمثل نافخ الكير ، إن لم يحرق ثوبك أصابك من نتن ريحه ودخانه . قال الفقيه أبو الليث : من جلس عند عالم ولم يقدر على الحفظ (أو أن يحفظ العلم) فله سبع كرامات أولها ينال فضل المتعلمين ، والثاني مادام جالساً عنده كان محبوساً عن الذنوب والخطايا ، والثالث إذا خرج من منزله تنزلت عليه الرحمة والرابع إذا جلس عنده فتنزلت عليهم الرحمة فتصيبه ببركتهم ، الخامس مادام مستمعاً تكتب له الحسنات ، السادس تحف عليهم الملائكة بأجنحتها وهو فيهم ، السابع كل قدمٍ يرفعه ويضعه يكون كفارة للذنوب ورفعاً للدرجات له زيادة في الحسنات ويستغفر له كل رطبٍ ويابس ، ثم يكرمه الله بست كرامات أولها يكرمه بحب شهود مجلس العلماء ، الثاني كل من يقتدي بهم فله مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء ، والثالث لو غفر لواحد منهم يشفع له، والرابع يبرأ قلبه من مجلس النفاق ، والخامس يدخل في طريق المتعلمين والصالحين ، السادس يقيم أمر الله تعالى لأنه قال : (كونوا ربانيين بما تعلمون الكتاب) ، ويعني العلماء والفقهاء . وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( المجلس الصالح يكفر عن المؤمن ألفي مجلس من مجالس السوء )) وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : ((عن الرجل يخرج من منزله وعليه ذنوب مثل جبال تهامة ، فإذا سمع العلم خاف واسترجع ورجع عن ذنوبه وانصرف إلى منزله وليس عليه ذنب واحد ، فلا تفارقوا مجالس العلماء فإن الله تعالى لم يخلق على وجه الأرض بقعة أكرم على الله وأشرف من مجالس العلماء )) وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : متى الساعة يا رسول الله ؟فقال : وماذا أعددت لها ؟ قال الرجل ما أعدت لها كثيراً من صلاة ولا صيام ، إلا أني أحب الله ورسوله ، فقال له : ((المرء مع من أحب فأنت مع من أحببت ) . قال أنس : فما رأيت المسلمين فرحوا بشي كفرحهم بذلك . وقال علقمة بن قيس : لأن أغدو أو أمر على قوم أسألهم عن أوامر الله تعالى ويسألونني عنها أحب إلي من أن أحمل على مائة فرس في سبيل الله، وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (( ما جلس قوم يذكرون الله عز وجل إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا فقد بدلت سيئاتكم حسنات وغفر لكم جميعا ، وما قعدت عدة يذكرون الله تعالى إلا وقعدت عدتهم من الملائكة معهم )) ، وروي أن الله تعالى يبغض النوم عن مجلس الذكر وبعد صلاة الصبح وقبل صلاة العشاء الأخيرة ، ويبغض الضحك عند الجنائز وعند مجلس الذكر وعند القبور ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : (( من زار عالما فكأنما زارني ومن صافح عالماً فكأنما جالسني ومن جالسني في الدنيا أجلسه الله معي في الجنة))..
| |
|